wrapper

الإثنين 29 أبريل 2024

مختصرات :

ـ قراءة: جهاد مقلد  ـ سوريا

 

نص" وشوشات وسادة":  يتهامسون؛ تتقلّبُ في فراشهاضحكاتُهم المكتومةُ تنفلتُ نغماً..

 

تؤنّبهم؛ يتراكضون.

يختبئون خلف شجرة الزيتون...

تضمُّها..

تلكَ التي عانقتْ جذورُها..

قبراً لأحفادها الخمسة..

قراءة تحليلية للنص

***

كما هو معروف بأن أي نص عندما  يطرح على العامة، يصبح للقارىء الحق في تناوله وللكاتب الحق أيضاً الدفاع عن نصه

بعد قراءة متمعنة

أقول: النص جميل، ورائع باكتمال عناصره ومتانة قاعديته التي بنيت  الفكرة عليها، وكذلك قوته  البنائية. من لغة، وسرد، وآليات بلاغية..الخ

النص

***

تحمل ثيمته قضية وطنية يعمل على تبنيها كل وطني شريف  في أي بقعة من بقاع العالم.

من المؤكد أن متانة الجسر الفني  تعبر عليه جميع الأفكارالظاهرة، والأفعال المكونة له في كتابة النصوص الأدبية وخاصة القصةالقصيرةجداً نظراّ لقلةمفرداتها وسعة ساحاتها التأويلية

لدي تساؤل أولي هناحول العنوان. إذا سمح لي الكاتب. لماذا اعتمل العنونة الصريحة التامة

لمجريات النص، وكذلك عند طرح أحداثه؟ أظهر الشفافية المطلقة للمتلقي، وفي عالم الققج كما نعلم دائماً الرمزية غالبة على فقرات النص دون استثناء بما فيها العنوان، كونه هوية للنص

إذا دققناههنا في جملة وشوشات وسادة. نجدهاترقى إلى  صفة الهمس الفردي اللساني.. ولربما دلت على القلق، أوالخوف، أو الأمل والترجي، وجميع تلك المفردات تتقارب في الغاية،

كما نستطيع أن نصنفها بحالةنفسية منعكسة لأحداث مضت، أو لآمال مستقبلية تُرجى.

ولكن التورية، والتأويل عند الكاتب. تنطلق من باب واحد.. الشيء المفقود، والغير ممكن استرجاعه. أي الشهداء. صحيح أن الكاتب بهذا السرد المتمكن أعطى النص جمالية خيالية كساحر يقف على منصة ليبهر الجماهير بغرائبه المشوقة.! ولكن وضوح العبارات أعاقت الإدهاش في طرح الفكرة.

بماشفّه النص لنا. وحين عدنا من جديد للنظرفي العنوان، نجده يفرض علينا تساؤلات أخرى.

أهمها من هم هؤلاء الذين فُرض على الوسادة التذكير بهم؟ بالإعتمادعلى الوصف المكاني في شجرة الزيتون، والتعتيم الزماني على الحادث، وهل هو منفردةأم تراكم لمجمل أحداث.!؟

آليات البلاغة، والقواعد

***

إذا نظرنا إلى الأفعال المتلاحقة التي تولت قيادة جمل النص. حتماً سنجد أنها اتخذت صفة المضارعة وتكاد أن تقود جميع الجمل بحرفي( التاء، والياء.) وتترأسها؛ باستثناء الفعل (عانقت)،  وهوالوحيد في النص فعل ماض، وجعلت على عاتقه هوية البطل، وأبرزَ التأوهات وآلام الجدة النفسية، وكان مفتاحاًلتقديم فكرة وطنية بامتياز.

صحيح أن الفَعَلة حُذفت من جميع الجمل، وترك ترشيح الفكرة للمتلقي لذلك اكتفى الكاتب بالضمائر المتصلة(هي، وهو) في بعضها، وحذَف الفاعل والضمير في آن واحد  في جملة(تتقلب) لكن قديجمح الخيال، ويعود بنا إلى العنوان من جديد. ليبدي ثمرة الثيمة المقدمة

وأن نتوقع أن صاحبة الشأن هي الأم أوالجدة.

قدم الكاتب جمالية رائعة في السرد المتواصل، وربط الفكرة مع الكتلة وصور تمجيد دورالجدة، وقدرتهاعلى الصبر والتجلد. حين تتضح عندما تتذكر حركات أحفادها وضحكاتهم عندما كانت تملأ المنزل قبل استشهادهم لأجل قضيتهم الحقة.

وبالتساؤل اللاحق لنفس الفكرة نرى بريق الجمل على شكل ومضات رائعة، وواضحة وهنا لي فكرة وليست ملاحظة. المعروف بأن كلمة ومضة. تعني الخطف السريع كرمشة عين وتأتي فجأة كوميض برق. لكنها سرعان ماتزول بأسرع مما جاءت. لذلك أتساءل عن سبب المضارعة في الأفعال هنا! ولماذا ترك القاريء يستعين بسبل متعددة للوصول إلى الغاية الكاتب عندما استعمل التقطير، وترشيد العبارات مع أن الوطنية تتألق في النص؟؟

صحيح ان الأفعال قدمت دوراً جيداً في الترويج للفكرة لكن علينا ألَّاننسى أن الأفعال في حالة المضارعة هي لحظية وبدون حسم، وليست استمرارية، ولاتجزم أي حدث مهما كان. لذلك يبقى  مقلقلاً حتى يتحول المضارع إلى ماض عند انتهاء الومض. وأقول: كان من الأفضل استعمال الفعل الماضي مباشرة عند استهلال النص. ثم جعله يترأس بقيةالجمل بعدذلك.

وكما نوهت سابقاً أن الماضي يُسَطّر في الذاكرة، ويبقى في سجل الزمن. أماالحاضر لايعرف نتيجته إلا بعد انقضاء الفعلقد يبرر الكاتب بأن رؤيا الجدة آنية وحاضرة تلك اللحظة. من خلال شوقها، وتذكرها أحفادها عندما كانت حركاتهم تملأ المكان شغباً، وحبوراً. ولكن في النهاية طواهم الزمن.

المأخذ هنا في العنوان حين لم يشر الكاتب إلى تصويرات فكرية أونفسية. إنما أشار إلى وشوشات حركية، ولسانية، والوشوشة تختلف كمانعلم عن شريط الصور، وإن كانت تلتصق به وترافقه لقد استحضرالكاتب للقفلة آلية رائعة بنقل الحدث من تحت التراب إلى فوقه، ونبش جذور القضيةحين جمع بين شجرة الزيتون المتجذرة في أعماق التربة. وفي تاريخ الشعوب عبر العصور وكانت دليلاًعلى السلام،  والنضال والتضحيات من  أجل الحرية من خلال الرابط الطبيعي بين الإنسان  والأرض خاصة أن بعض أراضيانا محتلة.

لذلك كما نرى لقد واتت الجدة الشجاعة الكاملة، والصبر. ولم  تعبر عن أسفها على فقدانهم وتندب شبابهم لأجل واجبهم الوطني، وأنها أظهرت صلابة وقدرةتحمل عند التضحية بخمسة شهداء. تستعيدفي ذاكرتها دورهم  الأُسري في ملىء جنبات المنزل و إغراقه بالسعادة، والضحكلابدهنا من العودةإلى القفلة الجميلة التي جعلت من جذور شجرة الزيتون صلة الوصل بين الشهادة والأصالة، وعبق التاريخ وكانت القفلة الحقيقية بثمرة النص الناضجة بأن لابد لحريةالوطن من تضحيات.. هذا من جهة النص كقضية اجتماعية وسياسية.

وأختم بأن هذا ما أنار لي النص ولكن كضرورة لابدمن المرور على المعطيات الفنية والبلاغية

اللغة

***

قدم الكاتب نصه بلغة سهلة سلسة مفرادتها، متداولة تتناسب وجميع الثقافات والمستويات لم يستعمل في النص اي مصطلح خارجي مستورد أوكلمات صعبة، وهذا مايزيد من قيمة النص.لسببين الأول كي يتمكن الجميع من قراءته، وثانياً عدم إلهاء القارىء بالتمعن والبحث عن معاني المفردات في القواميس وربما يصاب حينذاك بالملل ويرمي بالقصة جانباً قبل اتمامها  إذاً هنا لاداعي لاستخراج الكلمات، والبحث فهي عادية كما قلنا.

التكثيف

***

نعلم بأن التكثيف هوضغط الأحداث الزمنية، والمكانية، والحركية فلو نظرنا إلى هذا النص لوجدنا التكثيف قد شمل النص ككل وبقيت الجمل سردية مشهدية، أقرب إلى القصصية الكلاسيكية، التقليديةلم تقدم مجال انطباعي في حياة  الشخوص أو في نفسية الكاتب وللعلم بأن البعض يخطيء في تفسير المذهب الإنطباعي ويظنه صور مطبوعة . ولكن الإنطباعية( هي التأثيرات، الحسية النفسية المتبادلة بين  الكاتب والقاريء وليست التصويرية المرئية)

الحذف والإضمار

***

أجاد الكاتب بحذف الفاعل والضمير من بعض الجمل، وهذا ما أعطى النص جمالية مطلقة

الإيماض

***

الجمل سردية بطيئة اعتمدت على الوصف. ففقدت بعض وميضها المفروض.

الاستهلال جيد ولكن عطل دهشته استعمال الفعل المضارع المتكرر فحول المشهدية إلى ترقب وانتظار

المحسنات البديعية

***

لم تشاهد بكثافة في النص سوى بعض الطباق والمفارقةالانزياح لاوجودله جميع الكلمات لا تحتاج إلى دفع واستبدال معانيها، ربما الكاتب اراد من أن يستشف واقعية المصائب المطروحة  عالمياً ودولياً ووطنياً للقضية الفلسطينية. بوضوح تام.

التلاص والتناص

***

لاوجود لهما في هذا النص. طبعاً بحسب قراءاتي لأن الأدباء والشعراء العرب تناولوا هذه القضية كقضيةمصيرية وأيضاًجميع القضايا التي فرضتها الأمبريالية  الأمريكية والأوربية على أمتنا العربية لتفكيك أواصرها.

الإبهار..

***

كون القضية عامة نجدهذه الخاصة في عمومية الفكرة وليس في الجمل التي استثنى منها المفاجآت  فجعل الإبهار في قدرة تحمّل الجدة آلام فقد خمسةشباب قدمتهم، وعبرت عنهم كشهداء دون ولولة ونحيبوفي الختام أقدم شكري الى جميع الأصدقاء. والشكر الموصول إلى ناشر هذا الموضوع صحيفة الفيصل الدولية وملحقاتها في فرنسا...

*الكاتب جهاد مقلد  ـ سوريا

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :